کد مطلب:90790 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144

کتاب له علیه السلام (60)-إِلی معاویة جواباً عن کتاب منه إِلی















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ جَاءَنی كِتَابُكَ تَذْكُرُ فیهِ أَنَّكَ لَوْ عَلِمْتَ وَ عَلِمْنَا أَنَّ الْحَرْبَ تَبْلُغُ بِنَا وَ بِكَ مَا بَلَغَتْ، لَمْ یَجْنِهَا بَعْضُنَا عَلی بَعْضٍ، فَإِنَّا وَ إِیَّاكَ، یَا مُعَاوِیَةُ، نَلْتَمِسُ مِنَ الْحَرْبِ غَایَةً لَمْ نَبْلُغْهَا بَعْدُ.

وَ إِنّی لَوْ قُتِلْتُ فی ذَاتِ اللَّهِ وَ حَییتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ ثُمَّ حَییتُ سَبْعینَ مَرَّةً، لَمْ أَرْجِعْ عَنِ الشِّدَّةِ فی ذَاتِ اللَّهِ، وَ الْجِهَادِ لأَعْدَاءِ اللَّهِ.

وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُقُولِنَا مَا نَنْدَمُ بِهِ عَلی مَا مَضی، فَإِنّی مَا نَقَصْتُ عَقْلی، وَ لاَ نَدِمْتُ عَلی فِعْلی[1].

وَ أَمَّا طَلَبُكَ إِلَیَّ الشَّامَ، فَإِنّی لَمْ أَكُنْ لأُعْطِیَكَ الْیَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ.

وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّ الْحَرْبَ قَدْ أَكَلَتِ الْعَرَبَ إِلاَّ حُشَاشَاتِ أَنْفُسٍ بَقِیَتْ، أَلاَ فَمَنْ أَكَلَهُ الْحَقُّ فَإِلَی الْجَنَّةِ، وَ مَنْ أَكَلَهُ الْبَاطِلُ فَإِلَی النَّارِ[2].

وَ أَمَّا اسْتِوَاؤُنَا فِی الْحَرْبِ وَ الرِّجَالِ[3]، فَإِنَّكَ[4] لَسْتَ بِأَمْضی عَلَی الشَّكِّ مِنّی عَلَی الْیَقینِ،

وَ لَیْسَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَی الدُّنْیَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَی الآخِرَةِ.

وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَ لَیْسَ لِبَعْضِنَا فَضْلٌ عَلی بَعْضٍ[5]، فَكَذَلِكَ نَحْنُ.

[صفحه 853]

فَلَعَمْری إِنَّا بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ[6]، وَ لكِنْ لَیْسَ أُمَیَّةُ كَهَاشِمٍ، وَ لاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَ لاَ أَبُو سُفْیَانَ كَأَبی طَالِبٍ، وَ لاَ الْمُهَاجِرُ كَالطَّلیقِ، وَ لاَ الصَّریحُ كَاللَّصیقِ، وَ لاَ الْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ[7]، وَ لاَ الْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ[8].

وَ لَبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ یَتْبَعُ سَلَفاً هَوی فی نَارِ جَهَنَّمَ. وَ اللَّهُ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمینَ[9].

وَ فی أَیْدینَا بَعْدُ فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتی أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزیزَ، وَ نَعَشْنَا[10] بِهَا الذَّلیلَ، وَ بِعْنَا بِهَا الْحُرَّ،

وَ مَلَكْنَا بِهَا الْعَرَبَ، وَ اسْتَعْبَدْنَا بِهَا الْعَجَمَ[11].

فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشَّیْطَانِ فیكَ نَصیباً، وَ لاَ عَلی نَفْسِكَ سَبیلاً. وَ السَّلاَمُ.


صفحه 853.








    1. ورد فی السقیفة ص 218. و صفین ص 771. و الفتوح ج 3 ص 154. و المناقب للخوارزمی ص 179. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 123. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483 و 510. و منهاج البراعة ج 18 ص 232. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119.

      و نهج السعادة ج 4 ص 270. و نهج البلاغة الثانی ص 236. باختلاف یسیر.

    2. فالنّار أولی به. ورد فی هامش نسخة نصیری ص 157. و نسخة الآملی ص 241. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 283.
    3. فی الخوف و الرّجاء. ورد فی السقیفة ص 218. و صفین ص 771. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 209. و مناقب الخوارزمی ص 182. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 123. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483 و 510. و منهاج البراعة ج 18 ص 232. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119. و نهج السعادة ج 4 ص 270. و نهج البلاغة الثانی ص 236. باختلاف یسیر.
    4. ورد فی السقیفة ص 218. و وقعة صفین ص 771. و المناقب للخوارزمی ص 180. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483 و 510.

      و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119. و نهج البلاغة الثانی ص 236.

    5. ورد فی المصادر السابقة. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 123. و منهاج البراعة ج 18 ص 232. و نهج السعادة ج 4 ص 271.
    6. ورد فی لسقیفة ص 218. و صفین ص 771. و المناقب للخوارزمی ص 180. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 123. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483 و 510. و منهاج البراعة ج 18 ص 232. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119. و نهج السعادة ج 4 ص 271. و نهج البلاغة الثانی ص 236. باختلاف یسیر.
    7. و لا الطّلیق كالمهاجر، و لا المبطل كالمحقّ. ورد فی الفتوح ج 3 ص 155. و مروج الذهب ج 3 ص 23. و مناقب آل أبی طالب ج 3 ص 209: باختلاف یسیر.
    8. كالمنافق. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 218. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483 و 510.
    9. آل عمران، 86. و وردت الآیة فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 536.
    10. نعثنا. ورد فی مناقب آل أبی طالب لابن شهر اشوب ج 3 ص 209.
    11. ورد فی المصدر السابق. و السقیفة ص 218. و صفین ص 771. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 123. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483 و 510. و منهاج البراعة ج 18 ص 232. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119. و نهج السعادة ج 4 ص 270. و نهج البلاغة الثانی ص 236. باختلاف بین المصادر.