کد مطلب:90790 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ جَاءَنی كِتَابُكَ تَذْكُرُ فیهِ أَنَّكَ لَوْ عَلِمْتَ وَ عَلِمْنَا أَنَّ الْحَرْبَ تَبْلُغُ بِنَا وَ بِكَ مَا بَلَغَتْ، لَمْ یَجْنِهَا بَعْضُنَا عَلی بَعْضٍ، فَإِنَّا وَ إِیَّاكَ، یَا مُعَاوِیَةُ، نَلْتَمِسُ مِنَ الْحَرْبِ غَایَةً لَمْ نَبْلُغْهَا بَعْدُ. وَ إِنّی لَوْ قُتِلْتُ فی ذَاتِ اللَّهِ وَ حَییتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ ثُمَّ حَییتُ سَبْعینَ مَرَّةً، لَمْ أَرْجِعْ عَنِ الشِّدَّةِ فی ذَاتِ اللَّهِ، وَ الْجِهَادِ لأَعْدَاءِ اللَّهِ. وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُقُولِنَا مَا نَنْدَمُ بِهِ عَلی مَا مَضی، فَإِنّی مَا نَقَصْتُ عَقْلی، وَ لاَ نَدِمْتُ عَلی فِعْلی[1]. وَ أَمَّا طَلَبُكَ إِلَیَّ الشَّامَ، فَإِنّی لَمْ أَكُنْ لأُعْطِیَكَ الْیَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ. وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّ الْحَرْبَ قَدْ أَكَلَتِ الْعَرَبَ إِلاَّ حُشَاشَاتِ أَنْفُسٍ بَقِیَتْ، أَلاَ فَمَنْ أَكَلَهُ الْحَقُّ فَإِلَی الْجَنَّةِ، وَ مَنْ أَكَلَهُ الْبَاطِلُ فَإِلَی النَّارِ[2]. وَ أَمَّا اسْتِوَاؤُنَا فِی الْحَرْبِ وَ الرِّجَالِ[3]، فَإِنَّكَ[4] لَسْتَ بِأَمْضی عَلَی الشَّكِّ مِنّی عَلَی الْیَقینِ، وَ لَیْسَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَی الدُّنْیَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَی الآخِرَةِ. وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَ لَیْسَ لِبَعْضِنَا فَضْلٌ عَلی بَعْضٍ[5]، فَكَذَلِكَ نَحْنُ. [صفحه 853] فَلَعَمْری إِنَّا بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ[6]، وَ لكِنْ لَیْسَ أُمَیَّةُ كَهَاشِمٍ، وَ لاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَ لاَ أَبُو سُفْیَانَ كَأَبی طَالِبٍ، وَ لاَ الْمُهَاجِرُ كَالطَّلیقِ، وَ لاَ الصَّریحُ كَاللَّصیقِ، وَ لاَ الْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ[7]، وَ لاَ الْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ[8]. وَ لَبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ یَتْبَعُ سَلَفاً هَوی فی نَارِ جَهَنَّمَ. وَ اللَّهُ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمینَ[9]. وَ فی أَیْدینَا بَعْدُ فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتی أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزیزَ، وَ نَعَشْنَا[10] بِهَا الذَّلیلَ، وَ بِعْنَا بِهَا الْحُرَّ، وَ مَلَكْنَا بِهَا الْعَرَبَ، وَ اسْتَعْبَدْنَا بِهَا الْعَجَمَ[11]. فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشَّیْطَانِ فیكَ نَصیباً، وَ لاَ عَلی نَفْسِكَ سَبیلاً. وَ السَّلاَمُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.
صفحه 853.
و نهج السعادة ج 4 ص 270. و نهج البلاغة الثانی ص 236. باختلاف یسیر. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 119. و نهج البلاغة الثانی ص 236.